كيف انفجرت مركبة كاسيني

إن الفضاء الخارجي هو أكبر لغز يحاول الإنسان باستمرار كشفه والوصول إلى كل أسراره وحل كل الألغاز المتعلقة به، ويعتمد في ذلك على علم الفلك وتقنيات استكشاف الفضاء، ومحاولات استكشاف الفضاء مستمرة منذ القدم تحت مسميات مختلفة منها غزو الفضاء، ريادة الفضاء والسفر عبر الفضاء.

إن محاولات اكتشاف الفضاء متنوعة ويتم فيها استخدام تقنيات مختلفة من صواريخ ومسبارات ومركبات فضائية وايضاً التليسكوبات الأرضية، وتتم تلك المحاولات لأغراض مختلفة فالبعض يعتقد بوجود حياة آخرى في الكون، والبعض يؤمن بأن الفضاء يحوي العديد من العناصر التي يمكن استغلالها في معالجة الأمراض وتطوير التكنولوجيا وخلق تقنيات جديدة للمساهمة في تطور المجالات المختلفة، ويهتم البعض بذلك المجال بهدف تطوير الاتصالات الالكترونية واطلاق الأقمار الصناعية التي تساعدنا في رصد مشاكل الكوكب كحرائق الغابات وذوبان جليد القطبين.

ما هي مركبة كاسيني:

هي عبارة عن مشروع تعاون مشترك بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأروبية ووكالة الفضاء الإيطالية لإرسال مسبارين لدراسة كل ما يتعلق بكوكب زحل من حيث نظامه وحلقاته وأقماره. وكاسيني هو رابع مسبار فضائي يزور كوكب زحل وأولهم في الدخول إلى مداره. وترجع تسميته إلى العالم الفلكي جيوفاني كاسيني.

أُطلق كاسيني على متن الصاروخ تيتان 4 في أكتوبر 1997، وكان نشطاً في الفضاء لمدة تتجاوز 19 عاماً حتى انفجاره في عام 2017 حين دخل كاسيني في الغلاف الجوي العلوي لكوكب زحل واحترق حينها. وقد تضمنت رحلة طيران كاسيني المرور بكوكب الزهرة والأرض والمشترى وصولاً إلى زحل، وقد قضى كاسيني 13 عاماً في مدار زحل لدراسة الكوكب ونظامه.

وقد نجح كاسيني في مهمته نجاحاً فاق التوقعات، وساعد بشكل كبير على اكتشاف زحل ونظامه ونطاقاته وأقماره عن قرب وبشكل أكثر وضوحاً.

وفي العادة يتم استخدام بطاريات تعمل بالطاقة الشمسية في تلك المهام، ولكن نظراً لبُعد كوكب زحل عن الشمس فالطاقة الشمسية لم تكن كافية لكاسيني للقيام بوظيفته، ولذلك تم مد كاسيني بثلاث بطاريات تعمل بالطاقة النووية لتوفير الطاقة الحراية والكهربية اللازمة لتشغيل أجهزة كاسيني على نحو مقبول.

اكتشاف اقمار زحل عن طريق مركبة كاسيني:

تم اكتشاف 7 اقمار تدور حول زحل بواسطة كاسيني، حيث تم اكتشاف كلاً من ميثون وبالين وبوليدويسيس في عام 2004، ثم تم اكتشاف دافنيس عام 2005، ثم اكتشاف خامس الأقمار عام 2007 وتم تسميته أنثي، ثم في فبراير 2009 تم اكتشاف القمر أغايون، وفي يوليو 2009 تم الإعلان عن اكتشاف القمر السابع والذي يبلغ قطره نحو 300 متر.

كيف انفجرت مركبة كاسيني:

بالنسبة لأقمار زحل فهي تحتوي على بيئات نشطة يُحتمل أن تكون صالحة للحياة، ولذلك كان الاتجاه لمحاولة عدم الإضرار بها أو تعرضها لخطر التلوث البيولوجي. ولذلك تم برمجة كاسيني على برنامج انتحار فضائي للقضاء عليه بعد انتهاء مهمته في الفضاء.

استخدم كاسيني جاذبية القمر تيتان لاكتساب قوة دافعة والقذف بنفسه في مدار جديد سيمر عبر الغلاف الجوي لزحل وحلقاته، وستتضمن تلك المرحلة 22 قفزة بين الكوكب وحلقاته، وسيتم التدمير ذاتياً في القفزة الأخيرة عند الوصول إلى الغلاف الجوي العلوي لزحل.

وخلال تلك القفزات قامت كاسيني بقياس كمية المواد المتواجدة في حلقات زحل والتعرف على تركيبها الكيميائي، بالإضافة إلى دراسة طبقات الغلاف الجوي الخاص بزحل.

وبذلك تم التخلص من كاسيني بالاصطدام بزحل وضمان عدم الإضرار بالأقمار المحيطة بزحل والتي تحوي أشكال من الحياة الميكروبية وبذلك تم حماية الأبحاث في المستقبل.

يعتقد البعض أن مصطلح غزو الفضاء والذي يشير إلى صعود الإنسان للفضاء ومحاولة اقامة حياة عليه أنه مجرد درب من الخيال، ولكن بالاستكشاف يمكن تحقيق ذلك ولا يوجد ما هو صعب مع المحاولة المستمرة.